المخابرات الإسرائيلية تحقق معنا في فندق ماريوت في العاصمة الألمانية برلين

DSC_9716بقدر الحفاوة التي حظيت بها من قبل رئيس إتحاد الأطباء العرب الدكتور فيضي عمر محمود, ورئيس الدورة التاسعة والعشرين لإتحاد الأطباء العرب الدكتور هشام دهشان صاحب الدعوة الكريمة الذي تحمل على مسؤوليته الخاصة كافة تبعات الدعوة والأقامة, وحجز لنا مشكورا في قسم الشخصيات المهمة في فندق ماريوت, وهو لا يدري بأن القسم محجوز بالكامل لوفد إسرائيلي, معظمهم جنود إحتياط في الجيش الصهيوني في لباس مدني, بقدر المضايقات النفسية والألم الذي لحق بنا جراء إقامتنا في فندق مملوك في الأصل من يهودي أمريكي, وأخرى من بعض المشاركين “القلة” في المؤتمر ممن إفتقدوا لأبسط قواعد الأخلاق في التعامل الأنساني معنا وتلفظوا بكلمات لا تخرج من أفواه أبناء الشوارع

المشهد الأول في المضايقات والتحقيق

البداية: مطار “شفيخات” الساعة الخامسة صباحا في العاصمة النمساوية فيينا
في قاعة الأنتظار (إف 7) التي كنت أول من جلس فيها
الشهود: كاميرات الفيديو المزروعة في القاعة في كل إتجاه
وصل بعدنا بدقائق معدودة رجل, أخذ يطوف حولنا كما يطوف حجاج بيت الله الحرام حول الكعبة والحجر الأسود
أغلقت الكتاب في يدي, وشاهدت رجلا يبدو في منتصف الأربعينات من العمر, شعره أسود كالح يميل للون الرمادي والبياض
فاجأنا بالإسئلة قائلا: بأي لغة تفضلين الحديث, الإنجليزية أم الألمانية؟؟
أجبته بالألمانية هل بإمكاني مساعدتك في شىء؟؟
قال: يبدو أنك من دولة خليجية؟؟
قلت: أنا من العاصمة فينا
قال: من أين الأصل؟؟
قلت: من فلسطين المحتلة؟؟
قال: إلى أين أنت متوجهة وماذا ستفعلين؟؟
قلت: إلى برلين
قال: هل أنت في مهمة أم زيارة؟
قلـت: من أنت حتى تحقق معي؟؟
قال: أنا ألماني

توقفت في مكامي وفي صوتي نبرة إحتجاج وقلت: وربما غير ذلك, فالنمساويين مشهود لهم بالأدب والأخلاق, وقد عبرت نقاط التفتيش الأمني دون تحقيق, فبأي صفة تحقق معي؟؟ إذهب وقل لمن بعثك خلفي بأن النمسا للنمساويين فقط ولا مكان للأغراب ومخابراتهم فيها

تركت القاعة. وعدت وكان السائل قد إختفى. لم يصعد “الألماني” المزور معنا على متن الطائرة

المشهد الثاني من المضايقات والتحقيق

المكان قاعة الإفطار المخصصة للحجوزات (في أي بي) في الطابق العاشر من الفندق
الزمان يوم السبت الساعة التاسعة صباحا

المحققة سيدة في الأربعينات من العمر, شقراء بشعر قصير, متوسطة القامة, ليست نحيفة أو بدينة, جلست معي على نفس طاولة الأفطار
قالت: أنا أمريكية, هل تتحدثين اللغة الأنجليزية؟؟
قلت: نعم
قالت: أنا أحب طعام الأفطار في ألمانيا, وخاصة الخبز, كم هو لذيذ؟؟
قلت: معك حق, خاصة وأن الطعام في أمريكا له طعم آخر؟؟
قألت: انت تتحدثين الأنجليزية جيدا, فمن أين أنت قادمة؟؟
قلت: من العاصمة النمساوية فيينا
قالت: والأصل من أين؟؟
قلت: من فلسطينين المحتلة؟؟
قالت: مظهرك يوحي أنك في مهمة؟؟
قلت: مدعوة لمؤتمر هنا, وانت ما الذي جاء بك إلى هنا؟؟
قالت: أنا أيضا في مؤتمر هنا؟؟

دقيقة صمت

قالت: ما هي قصة إقامتك في النمسا؟؟ كيف وصلت إلى هناك؟؟ وماذا تفعلين؟؟
قلت: إجابتي ستزعجك, وأنا أفضل عدم الأجابة عليها
قالت ولكني اتوق للسماع

قلت: إذن تفضلي واسمعي جيدا. أنها دولة التطهير العرقي إسرائيل, هي من أوصلني إلى هنا, هي من سرق مني كل شىء حتى أحلامي في النوم

قالت: يا إلهي

قلت: هل تعلمين أنني صحفية وليست إرهابية, ومعركتي مع إسرائيل معركة قانونية ومعركة رأي عام دولي, ومهمتي هنا فضح أكاذيب إسرائيل ودعايتها الإعلامية
تقولون أنكم تقتلون “الإرهابيين” دفاعا عن أمنكم, وأنت تكذبون وتتخذون من ذلك دعاية لتبرير جرائمكم ضد شعبي. تقومون بعملية تطهير عرقي يومي, تجبرون فيها الأكاديميين والمثقفين على الرحيل, وتجبرون الآلاف على مغادرة أراضيهم بعد هدم منازلهم. تمارسون الإرهاب في الصباح والمساء وفي كل لحظة. أنتم دولة إحتلال تريدون أرضا بلا شعب, ودوري هنا هو كشف ممارساتكم
قالت: دعيني أحضر فنجان قهوة آخر لنتحدث
قلت إشربيه لوحدك, أما أنا فلست مجبرة على البقاء والحديث

المشهد الثالث من المضايقات بعد ساعتين من التحقيق في المطعم, أمام قاعة إفتتاح مؤتمر الأطباء

كنت اقف مع الدكتور هشام دهشان أمام قاعة إفتتاح المؤتمر في فندق ماريوت, كنا نطالع سويا أسماء الدبلوماسيين المشاركين في المؤتمر

وفجأة تقدمت منا إمرأة قصيرة تركض بسرعة, كما لو أن واحدا يلحق بها ويجلدها على ظهرها بعصا
دست المرأة رأسها بيني وبين دكتور هشام, وقالت بصوت مرتفع أنا إسرائيلية وجرت كالصاروخ نحو طابق الإستعلامات

نظرت نحوها وكانت قد إختفت عن الأنظار حتى قبل أن يرد عليها دكتور هشام بالقول: أعرف ذلك

المشهد الأخير من المضايقات – رعب قي منتصف الليل

كانت عقارب الساعة تقترب من الساعة الثانية عشرة قبيل منتصف الليل, كنت أجلس برفقة الدكتور المهندس الفلسطيني أحمد محيسن في مقهى الطابق العاشر
والدكتور محيسن, واحد ممن أكن لهم كل إحترام وتقدير, جاء مرتين مساء يوم السبت ليصافحني قبل العودة للنمسا, ويدعوني لتناول طعام العشاء. ولم أتمكن من تلبية دعوته الكريمة بسبب إحتفال المؤتمر في ذلك المساء, فعاد بعد أنتهاء الحفلة مرة ثانية

أردت أن ألتقط صورة تذكارية للدكتور محيسن, تركته في المقهى ونزلت للطابق السادس لإحضار الكاميرا

وهناك حيث الأضواء الخافتة المائلة للظلام في العنبر المؤدي لغرفتي, جلس رجل على الأرض وأسند ظهره على الحائط, ومد رجليه طولا ليقطع الطريق ويترقب عودتي. أخذ يرمقني بغرابة شديدة

أصابني الرعب والذهول وتذكرت قصة إغتيال المبحوح في أحد فنادق دبي, فاسرعت راكضة نحو المصعد من شدة الخوف, رويت للدكتور محيسن ما جرى, ومن شدة خوفي طلبت منه إيصالي لغرفتي, وكان الرجل إختفى من المكان

جدير بالذكر بأن وفدا إسرائيليا يرافقه طاقم مخابرات نزل في فندق ماريوت في نقس الزمن والتوقيت, وكنت واحدة ممن نزل بينهم في الطابق السادس من الفندق

مشاهد من إزعاج بعض المشاركين العرب في المؤتمر

أحد المشاركين, وهو طبيب من بلد الثورات العربية, طرح سؤالا جنسيا على مسامعي يستحي طرحه حتى زوار الحانات والبارات الليلية. سؤال تقززت منه ومن طرحه بكل ما تعنيه كلمة تفزز من معاني الكلمة

قال صاحب السؤال المقزز أمام ثورتي وغضبي واستنفاري: أعتقدت أن ثقافتك أمريكية, ولكنك إمرأة جدية وصارمة في مجال العمل

أقول لصاحب السؤال الوضيع: لو طرحت سؤالك على امرأة أمريكية, لواجهت حكم السجن الفعلي فورا بتهمة التحرش الجنسي في ساعات العمل

طبيب آخر صب لجام غضبه وثورته علينا, بعد أن دب خلاف ما بينه وبين مشاركين في المؤتمر, الطبيب تحدث معنا بعجرفة بعيدا عن اللباقة وأدبيات التعامل في الحديث مع الآخرين

طبيب راقص تفوه بلغة “المحششين” المتوقفين في ساحة “كارلس بلاتز” قبل ترميمها (وهو مكان توقف المحششين في العاصمة), تحدث الطبيب بدون وعي أو تركيز. قال أنه يريد صوره, ووصف رفضنا إرسالها له بدون ثمن أمام الحضور بالتحشيش مما دفعنا للرد عليه بما يليق بمقامه. الطبيب صاحب شعر طويل مربوط ذنب, ويهز خصره ولا نجوى كرم, ويعرف نفسه بأنه طبيب روسي, ودنيا فيها العجايب؟؟؟

Austrian Flag
Bild aus dem Parlament
000_5151A
000_2207A

Advertising? Werbung? Click on the picture below. Klicken Sie auf das Bild unten. kawther [dot] salam [at] gmail [dot] com

000_8696b_edited-1

Advertising? Werbung? Click on the picture below. Klicken Sie auf das Bild unten. kawther [dot] salam [at] gmail [dot] com

Related Books


Support this site by buying these books at Amazon. Thank you!

000_4195A
000_4229A
000_1418A
Der Stephansplatz

Der Stephansplatz

Johann Strauß

Johann Strauß

000_8728

Volksgarten

Nikon (57)

Kurpark Oberlaa

000_2638A

Verbrechen in Israel

Add to Netvibes Creative Commons License