على هامش رحلة عمل قصيرة قمت بها لأحدى الدول مؤخرا, إلتقيت عددا من الأخوة الفلسطينيين والدبلوماسيين في مواقع عملهم المختلفة. وكفلسطينية دار بيني وبين من التقيتهم أحاديثا تركزت في مجملها حول اوضاعهم حيث يقيمون
وقد لفت إنتباهي تلقائية الحديث حول السفارة الفلسطينية وتشابه المواقف في الحديث عنها, وإحساسي بغضب عارم يعتمل في نفوس الأخوة المتحدثين الفلسطينيين والعرب إزاء مجريات الأمور في المؤسسة الرسمية الفلسطينية
سمعت قصصا وحكايات لم يكن في حسباني سماعها, حكايات رواها أشخاص لا تربطهم علاقة ببعضهم البعض, وربما لا يعرف بعضهم بعضا, ولكنهم جميعا أجمعوا حول سوء الأحوال التي سارت في السفارة الفلسطينة
تمنيت من كل قلبي لو سمعت كلمة خير واحدة قيلت في السفارة أو شخص السفير
وفي خضم الأقاويل بحثت في مجهر الكتروني حول شخص يروي لي خبرا سارا حول سفيرنا وسفارتنا, وللأسف فشلت
في البداية إعتقدت بأن المتحدثين أشخاص حاقدون, وأنهم يكيلون التهم جزافا إتجاه سفارة دولتنا المحتلة, إعتقدت أن هناك أسباب شخصية, وأخرى … وأن وأن وألف أن وأن
وعندما توحد الجميع في حديثهم وأجمعوا على فساد السفارة والسفير, بمن فيهم دبلوماسيين لا علاقة لهم في السفارة. عندها أدركت حجم الفساد الذي إستشرى في السفارة الفلسطينية- وضربت كفا على كف وقلت: “يا ويح” وزارة الخارجية الفلسطينية, فهل أصيبت بالطرش والعمى طوال السنين؟؟
بالتأكيد لا أفكر بفتح ملفات مقززة تكدست أمامي, لا أريد الغوص في وحل الحكايات والروايات, ما دامت الأمور بدأت لتوها تسير في إتجاه آخر, ولكني بالتأكيد سأواصل الطريق في النضال من أجل فلسطين, ومن أجل تصويب المسار في مؤسساتها غير آبهة بموقع فلان وعلان
من حقي ومن حق أصغر طفل فلسطيني أن يصرخ بأعلى صوته رغما عن أنف الجميع, مطالبا بغربلة سفراء فلسطين, وموظفيها الدبلوماسيين الغير مؤهلين, وتصويب مسار العمل على جميع الأصعدة في سفارات مهترأة نخل الفساد اروقتها كما ينخل السوس في العظم. سفارات مص العاملون فيها دم وأموال الشعب الفلسطيني, فيما هي مجرد أوكار للفساد, كل الفساد بما فيه المالي والإدراي والدبلوماسي والأخلاقي