دقائق معدودة من - الطق والنق - كانت كافية كي يتجهم وجه النائب العام

DSC_9547a

النائب العام الفلسطيني يكشف النقاب عن بناء مزيد من السجون الفلسطينية تحت رعاية ودعم هولندا
النائب العام الفلسطيني يكشف النقاب عن بناء مزيد من السجون

قبل أسبوع علمت بان وفدا من النيابة العامة الفلسطينية سيصل للنمسا. وخطر ببالي كتابة الشىيء الكثير حول ما يجري في النيابة في فلسطين, إلا أنني سرعان ما قلت في نفسي بان القادم من مسقط رأسي خليل الرحمن, لا يستحق مني سوى كل إحترام وتقدير

أعرف المحامي عبد الغني العويوي ومكتبه في باب الزاوية في مدينة الخليل, إبان كنت طالبة في الثانوية – أي قبل أن يصبح نائبا عاما

في الخليل الناس تعرف بعضها البعض
وأنا – بالتأكيد – ورغم أنني لاجئة فلسطينية أقامت عائلتي الصغيرة في مدينة الخليل قبل أن أولد في “شارع الحاووز” وهو ثاني شارع رئيسي في المدينة بعد شارع “عين سارة”, فإنني أعرف جيدا جميع عوائل المدينة, لأنها مدينتي, وليس كما يدعي سفيرنا قائلا: انا عمري ما سمعت  في عائلة إسمها “سلام” تقيم في الخليل؟؟؟

والسؤال هنا: فمنذ متى يعرف من وصل ال “67” من العمر وهو يقيم خارج فلسطين و”يتنطط” في بلاد الله الواسعة أهل الخليل والقدس وحيفا ويافا والرملة؟؟؟

بالتأكيد أعرف جيدا عائلة العويوي وفخذها “أبو عيشة”, أعرفها من رأس الهرم وحتى أدناه, أي من النائب العام حاليا عبد الغني والدكتور جهاد و .. وحتى “أبو زيدان” و “خميس العويوي” راعي الغنم في جبل أبو رمان, والمختار “أبو نادر” في جبل القاضي – أو ما يسمى بجبل أبو نعير

كما أعرف أماكن سكناها في جبل أبو رمان الملقب من قبل سكان الحاووز الأول ب”جبل الغنم والحمى المالطية”, وتربة اليهود – أي تل رميدة, وادي الهرية, وادي التفاح, وشارع الحاووز, و … وعين سارة الذي تقيم فيه كبرى العائلات الراقية من “فخذ ابو عيشة” – العويوي
   
وكل الناس خير وبركة – وكل الناس أحسن منا – هكذا علمنا والدي المزارع البسيط التواضع عند الحديث عن الآخرين

 زيارة الناب العام ذكرتني ب “خميس العويوي”. كان “خميس” يمر كل يوم بقطيع من الأغنام في طريقه من شارع الحاووز إلى عيصى ترافقه كلاب مسعورة. وكثيرا ما توقفت حركة السير من أجل أن تمر أغنام خميس

كنت أنظر إلى خميس من تحت “معرش” العنب امام منزلنا الواقع على الشارع الرئيسي مباشرة, وكنت أخاف النزول للشارع أو الذهاب للمدرسة في الصباح كلما مر خميس بأغنامه

وفي الصباح الباكر كان يطرق “خميس” بوابتنا الخشبية قائلا: “حلييييييب”. كان يمد حرف الياء لأكثر من ستة حركات
وكانت أمي تغلي الحليب جيدا وتقول أن “خميس” لا يغسل يديه

وتربية الأغنام في الماضي كانت دليلا على الغنى ويسر الأحوال

ولا أدري لماذا تختزن ذاكرتي قصص خميس العويوي والمختار “أبو نادر”, واعتقد بأن ذلك يعود إلى خوفي الشديد من الكلاب الشرسة التي كانت ترافق اغنامهم, وتصيبني في الرعب

بالتأكيد أذكر الخياطة زهدية العويوي وأبناؤها الأطباء واذكر الشريحة الطويلة العريضة من قطاع الأطباء والمهندسين والمحامين من عائلة العويوي, التي تميزت عن غيرها من العائلات بيسر الأحوال, وتنافس أبناؤها في تعليم أبنائهم وتخريجهم من الجامعات والمعاهد

وأذكر عائلة حامد ابو عيشة العويوي التي تحولت حياتها في تل رميدة إلى جحيم ومنازلها إلى أقفاص حديدية كتلك التي نشاهدها في حدائق الحيوانات العامة. حيث تحشر الوحوش المفترسة. أذكر هذه العائلة جيدا وأذكر مصنعهم المتواضع الذي دمره المستوطنون, وأذكر أنني أصبت أثناء تصويري فيلم الخليل مدينة بلا رحمة على مقربة من منزلهم. اصبت بحجر من زوجة باروخ مارزيل سارة

جزاك الله خيرا يا حاج ابو عيشة لقد وقفت إلى جانبي وقفة الرجال في اكثر من حادثة إرهاب صهيوني, ورافقتني لمقر الشرطة لتشهد لصالحي ضد جارتك الصهيونية وزوجها باروخ مارزيل؟؟

iwiwi-1

القفص الحديدي الذي يعيش فيه أبناء السيد حامد أبو عيشة. الصورة منشورة على الصفحة الرئيسة وذلك وفاء مني لهؤلاء الأطفال الذين لا يذكرهم النائب العام وسفيرنا الفلسطيني

بالتاكيد لو سمح لعائلة حامد ابوعيشة تمثيل فلسطين في الدورة 22 للجنة الامم المتحدة لمنع الجريمة والعدالة الجنائية في فينا, لكانت قد اجادت الحديث عن العدالة المفقودة لشعب كامل في وطن مغتصب اضعاف أضعاف سيادة النائب العام والسفير الوزير

بالتأكيد هذه الذكريات لا يعرفها سفراؤنا الفلسطينيون ممن يجيدون الهمس في الآذان, ولا يترددون بعد إنصراف الضيوف في الحديث معنا ونفاقنا في الحفلات والمناسبات

بالأمس توجهت لمكتب الأمم المتحدة. بعد الوعكة الصحية التي ألمت بي. وهناك شاهدت النائب العام وجها لوجه

DSC_9552aتبادلنا الإبتسامات كأبناء مدينة واحدة, وعلى رأي المثل – خلايلة وتقابلوا – والخلايلة معروفين بعاداتهم وتقاليدهم, والواحد فيهم مهما تبوأ من المناصب يبقى خليلي, حتى لو راسه حك السحابة؟؟

بعد 11 عاما شاهدت “عبد الغني” يجلس إلى جانب د. “زهير الوزير” وليس إلى جانب “ذياب الشرباتي” في باب الزاوية يضحك وينكت ويشكي مداهمة الأحتلال لمكتبه

لم يتغير شكل عبد الغني. بقي كما هو, ولم يؤثر فيه الكبر. ويقال بأن زوجته كانت تدلله كثيرا, شأنها شأن جميع النساء ممن لا هم لهن سوى تدليل الأزواج وتفريخ الأطفال على حساب صحتهن

دقائق معدودة حتى بدد د. الوزير إبتساماتنا وأعادنا إلى نفطة الصفر التي يضعنا فيها دوما مع زيارة كل مسؤول فلسطيني مها علي أو قل شأنه

يفعل ذلك عن قصد, ومع سبق الإصرار والترصد  

فما أن تصافحنا كابناء بلد, حتى بدأ “الطق والنق والهمس والوت والزن والون والقيل والقال” في أذن عبد الغني

يا لطيف – كم أتقزز من عادة “الطق والنق”؟؟

هذه العادة التي يرى فيها الآخرون طريق السلامة؟؟؟

فالطق والنق من وجهة نظرهم هو إجراء وقائي ومن “طق ونق” سلم؟؟

أي سلامة؟؟؟

السلامة التي “تنجي” الفاسدين من معرفة الآخرين للحقيقة والبلاوي المكدسة هنا, والتي تجري على قدم وساق في مكاتب السلطة الفلسطينية

البلاوي التي توقفت منذ شهور عن الخوض فيها حفاظا على ما تبقى من ماء الوجه؟؟
البلاوي التي ما زالت مكدسة على الرف كالهم على القلب
فهل أعود لأنفض الغبار عن مجموع البلاوي مرة ثانية واكتب وأقول يا سعادة السفير؟؟؟

عندما بدأ “الطق والنق” كنت أجلس خلف “الطقاق” وليس كما أعتقد أنني غادرت الغرفة

في الخليل الناس تعرف “كوثر” جيدا. وليسوا بحاجة لطقك ونقك
ومهما قولت وعدت وزدت, ففلسطين ليست حكرا عليك وعلى السلطة الفلسطينية

فلسطين لجميع الفلسطينيين
فلسطين ليست لمن يفرط فيها ويكرر مجاري المستوطنات وينسق ويعتقل

فلسطين وحدها خط أحمر في قاموس حياتي, أما أنت وغيرك فلست اكثر من مواطن فلسطيني

والحق ليس على “الطقاق”, وإنما على من إستمع إليه
وتجهم من “شوية همس وطق ونق” وهو في منصب النائب العام, وأعتقد أن هذا ليس عدلا أو عدالة

ورغم ان العدالة تحتم على النائب العام في موقعه ان لا يصغي إلى “النقاقين” ايا كانت مواقعهم, إلا أن دقائقا معدودة كانت كافية لتحول إبتسامته إلى كشرة لا يعلم معانيها سوى رب العباد

Austrian Flag
Bild aus dem Parlament
000_5151A
000_2207A

Advertising? Werbung? Click on the picture below. Klicken Sie auf das Bild unten. kawther [dot] salam [at] gmail [dot] com

000_8696b_edited-1

Advertising? Werbung? Click on the picture below. Klicken Sie auf das Bild unten. kawther [dot] salam [at] gmail [dot] com

Related Books


Support this site by buying these books at Amazon. Thank you!

000_4195A
000_4229A
000_1418A
Der Stephansplatz

Der Stephansplatz

Johann Strauß

Johann Strauß

000_8728

Volksgarten

Nikon (57)

Kurpark Oberlaa

000_2638A

Verbrechen in Israel

Add to Netvibes Creative Commons License