الحلقة المفقودة بين السوريين الكرام والمتضامنين مع الثورة السورية في ساحة شتيفانز بلاتز

ليس من العيب أن نخطأ, وليس من العيب ان نعتذر عن أخطائنا, ولكن العيب ان نصر على الخطأ

في وقت تواصل فيه قوات النظام السوري حصارها الجائر وقصفها المتواصل للمدن والقرى الآهلة في السكان, غير آبهة بروائح الموت وإزهاق أرواح الأبرياء, نساءا وأطفالا وشيوخا وثورا

وفي وقت اكتظت فيه الحدود التركية والأردنية واللبنانية ومدارس وكالة الغوث بعشرات الآلاف من اللاجئين المهجرين من ديارهم, يواصل العالم الغربي دعمه المبطن والعلني للنظام السوري الدموي إنصياعا لمطالب الدولة الصهيونية, وحماية لحدودها الإحتلالية

فيما تواصل وزيرة الخارجية ألأمريكية زيارتها المكوكية متنقلة بين بلدان العالم بهدف تهويل حجم الأخطار المحدّقة في الشرق الأوسط –عفوا – بالكيان الصهيوني في حالة سقوط نظام الأسد الدموي البعثي, وهيمنة من تسميهم ب”الارهابيين من حزب العمال الكردستاني والقاعدة”, أو أن صح القول الحركات المتطرفة التي يحركها جهاز المخابرات الأمريكية المركزية “سي أي أيه” في إصبعه مثل الخاتم “على غرار ما يجري اليوم في سيناء” على الحدود المصرية, في حين تمولها امريكا نفسها ودول عربية وإسلامية

وتعمل وزيرة الخارجية جاهدة على عرقلة تسليح الثوار السوريين بكل الوسائل والطرق, رغم التصريحات المضللة التي تصدر عنها خلال المؤتمرات الصحفية التي تعقدها هنا وهناك, والتي تؤكد من خلالها بان الولايات المتحدة وتركيا تدرسان اقامة مناطق حظر جوي وخطوات اخرى لمساعدة قوات المعارضة السورية مع احتدام الصراع

فيما تعمل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في صمت مطبق على امتداد الحدود الشمالية مع تركيا على تحديد توريدات الاسلحة والذخيرة الى الثوار ونقلها على الدواب والحمير إليهم

وفي ظل هذه المعطيات والتناقضات السياسية الدولية التي تحكمها المصالح الإقليمية والدولية ومصالح الكيان الصهيوني – التي هي فوق كل الأعتبارات, بما فيها كرامة الشعب السوري البطل وشلال الدماء المتواصل, يتوقف العشرات من أبناء الجالية السورية وسط مركز العاصمة النمساوية فينا يشاركهم عدد من الأخوة الفلسطينيين وعدد من ممثلي الحاليات العربية, يلتفون حول مجسم لساعة حلب, رمز الثورة السورية, مصرين على مواصلة نضالهم ودعمهم لأخوانهم الثوار حتى نيل الحرية وتحرير سوريا من براثن النظام البعثي ورحيل بشار الأسد

هناك وسط الساحة النمساوية حلقة مفقودة بين السوريين والمتضامنين معهم من أبناء الجالية العربية والنمساوية

وبشكل واضح يبدو تقلص عدد المشاركين في الوقفة الإحتجاجية الأسبوعية رغم تزايد عدد المعارضة السورية في النمسا على حساب المؤيدين للنظام الدموي. إلا أن هناك ثمة حقائق تؤكد إنسلاخ العشرات عن الوقفة الإحتجاجية الأسبوعية, وفي مقدمتها طول لسان بعض الأخوة السوريين وتطاولهم غير اللائق في حق الأخوة المتضامنين وفي مقدمتهم الفلسطينيين

ووفقا لمصادر مضطلعة فأن أحد أهم أسباب عدم المشاركة في الوقفات الإحتجاجية, يعود لإرتداء عدد من رموز النظام السوري ثوب المعارضة المقنعة بهدف النيل من أقارب المشاركين المقيمن في الوطن الأم سوريا والمتضامنين, إلى جانب المعاملة السيئة التي عومل بها المتضامنون العرب والنمساويين

بالتاكيد هناك معارضة سورية شريفة تعمل بأخلاص تضامنا مع الثورة السورية, بهدف كشف جرائم النظام السوري
هناك كوادر مخلصة ومعروفة للقاصي والداني هويتها, هناك أطباء ومهندسين وأكاديميين شرفاء, وهناك ممثلي حركات وطنية وإسلامية لا غبار عليهم, وهناك أكادميين وطلبة و هناك … من دأبوا على مواصلة الأحتجاج غير مكترثين في عصافير النظام المقنعة. وهناك من هم قدوة ومثال يقتدى به في المعاملة الطيبة, وهناك وهناك وهناك  

يوم أمس شوهد بين المتضامنين المربي الفاضل عادل عبد الله, ورفاقه بين المتضامنين وسط الساحة النمساوية. ووفقا لشهود عيان فهذه ليست المرة الأولى التي يقف فيها المربي وسط المتضامنين

السيد عادل عبد الله والفلسطينيون بشكل عام, تعرضوا ظلما وبهتانا إلى انتقادات قاسية وجهها إليهم مرارا وتكرار المشاركون في المسيرات السورية, إلى جانب ممثلي الجالية السورية في جراتس, ممن أصدروا بيانات تطاول علنية ضد الفلسطينيين, وهم على جهل بمعرفة وحقيقة من يشارك ومن لا يشارك في التضامن مع الشعب السوري في مسيراته في النمسا

في سوريا سقط آلاف الشهداء الفلسطينيين, وهذا عدد قليل مقارنة مع عدد الشهداء السوريين, ولكن الفلسطينيين في سوريا هم ضيوف فوق أراضيها بموجب القانون الدولي. وليس من حقهم التدخل في الشأن السوري, ولكنهم بالتاكيد يقفون إلى جانب مطالب إخوانهم الثوار السوريين, رغم القيود التي تكبل أياديهم وتغلق أفواههم

في سوريا لم تسلم المخيمات الفلسطينية من آلة الدمار الحربية, وتشرد آلاف الفلسطينيين. فيما اكتظت مدارس وكالة الغوث بألاف آخرى. فآلة الدمار السورية العمياء لا تفرق بين هذا وذاك, بين سوري ولاجىء فلسطيني, ومع هذا نجد العديد من الأخوة السوريين يتبجحون في أقوالهم, بحيث أصبح الفلسطينيون شماعة يعلق السوريون عليها فشلهم في مسيراتهم

وسط ساحة شتيفانز بلاتز تساءلت حول أسباب قلة المشاركين في الوقفة الإحتجاجية, وأسباب تقلص المشاركين فيها,  وفوجئت في إجابة غير مسؤولة أدلى بها أحد المشاركين السوريين قائلا: بان عدد المشاركين في المسيرة سيزداد مع إقتراب موعد الإفطار المجاني؟؟؟ إجابة غير موفقة, وغير محترمة, وفيها نوع من التطاول وقلة الأدب والذوق. أجابة تشعرك بالتقزز والقرف من المتحدثين بأسم الثورة السورية والثوار, والأحرى أن يتعلم الأخوة السوريين اللباقة في الحديث بدلا من تطفيش المتضامنين

في الجمهورية النمساوية لا يوجد جياع, وحتى القطط والكلاب تاكل من السوبرماكت

وعلى عكس الإجابة السخيفة بدا واضحا بأن أعداد المتضامنين قد تقلص مع إقتراب موعد الأفطار, فقد غادر عدد لا بأس به من المشاركين الكرام بمن فيهم أخوة سوريين قبل تقديم وجبة الأفطار, حقا كنت سأتقيا لو قدم لي جاهل لقمة مغموسة بالأهانة السورية
لقد غادر الدكتور الحلاق, والمربي عادل عبد الله, غادر فلان وعلان و … وغادرت  معهم, لا شىء يجبرك وأنت صائم أن تقف بين من لا يعرف للصيام والنضال حرمه

في ساحة ستيفانز بلاتز, يتوقف مشاركون سوريون تنحصر مهمتهم في التخلص من المشاركين والمتضامنين العرب وخاصة الفلسطينيين, وباي شكل من الأشكال
فالكلمات التي تصدر عنهم ليست في مكانها, والأسئلة الخبيثة والغير موفقة التي يطرحونها تدلل على سوء نواياهم, وتدخلهم فيما لا يعنيهن ينفر الآخرين منهم, وكثرة انتفادهم للمشاركين دوما في غير مكانه

هذه الفئة لا تعرف كلمة أهلا وسهلا بكم. وشكرا لكم, وإنما لماذا لم تات منذ فترة طويلة وجئت اليوم؟؟؟ اسئلة سخيفة يتم طرحها بأسلوب ينم عن جهل في التعامل مع الآخرين

منذ اليوم الأول للثورة السورية, خرج الأخوة الفلسطينيين والمصريين والعراقيين والنمساويين تضامنا مع الثورة
وهتف المتضامنون برحيل النظام, فما كان من الأخوة والأخوات السوريين إلا أن أهانوهم
خطفوا من متضامن مصري مكبر الصوت قائلين, لا تتحدثوا بإسمنا ونيابة عنا, انتم لا تمثلونا
هذا الموقف الشاذ وغيره لا يمكن نسيانه, وهو أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تخلي المتضامنين عن المشاركة في الوقفة التضامنية الأسبوعية مع الأخوة السوريين وثورتهم المجيدة

لا أحد يقبل الإهانة
ولماذا أصلا تصدر الإهانة؟؟؟
ولصالح من تصدر الإهانات؟؟؟
وهل الإهانة هي سمات الثورة والثوار؟؟؟

بالتأكيد لا – ,فمن فقد بيته وأسرته, وتشرد – ومن لا يجد ما يسد به رمقه من اجل الحرية والعدالة لسوريا والشعب السوري, هم براء من هذه الممارسات التي تصدر تحت طائلة التضامن مع الشعب السوري

وببساطة أقول: على الأخوة السوريين أن يتعلموا قول شكرا وأهلا وسهلا للمتضامنين معهم, بدلا من: لماذا ولماذا ولماذا التي تصدر في غير محلها, وعلى الفارغ البطال. قطعا لم أشاهد مثل هذه المظاهر السلبية خلال الثورة المصرية والتونسية والليبية

فهل يقرأ الأخوة السوريين ما بين هذه السطور والكلمات؟؟؟ ليس من العيب ان نخطأ, وليس من العيب أن نعتذر لمن أخطأنا بحقه , ولكن العيب أن نصر على خطأنا, ثم نصدر بيانات نتهم فيها الفلسطينيين في عدم مشاركتهم لنا الوقفات الأحتجاجية, ونعايرهم بوقفتنا معهم أثناء الحرب الصهيونية على قطاع غزة. ومن العيب أن لا نقول شكرا للاخرين. بالـتاكيد ليس لأخد فرض عين على أحد, ولكن الكلمة الحلوة طالعة, والمرة طالعة, ومن الصعب نسيان كل منهما, فلماذا لا نتعلم قول الكلمة الحلوة؟؟

Austrian Flag
Bild aus dem Parlament
000_5151A
000_2207A

Advertising? Werbung? Click on the picture below. Klicken Sie auf das Bild unten. kawther [dot] salam [at] gmail [dot] com

000_8696b_edited-1

Advertising? Werbung? Click on the picture below. Klicken Sie auf das Bild unten. kawther [dot] salam [at] gmail [dot] com

Related Books


Support this site by buying these books at Amazon. Thank you!

000_4195A
000_4229A
000_1418A
Der Stephansplatz

Der Stephansplatz

Johann Strauß

Johann Strauß

000_8728

Volksgarten

Nikon (57)

Kurpark Oberlaa

000_2638A

Verbrechen in Israel

Add to Netvibes Creative Commons License