على غيرِ موعدٍ, أشرقتِ الشمسُ
أرسلت خيوطَها الذهبيةَ
لتقشعَ غمامةً تلبدت
في اعماقِ أعماقي
وحبست أنفاساَ
منذ الفراقِ
ما قبلَ عشرِ سنين
فينّا
جنةُ الخلدِ والماءِ والخضراءِ
والفنِ والعلمِ والموسيقى
أحبّكِ
وحبي إليكِ جنونٌ
مكبلٌ بعشق ترابِ
فلسطين
بالأمس – قبل أسبوع
مرّ على فينّا نسيمٌ عليلٌ
محمّلٌ بعبقٍ
تفوحُ منه رائحةُ المسكِ والعنبرِ
والوردِ والفلِّ والياسمين
قال: سلامٌ على من اتبع الهدى
سلامٌ عليكم
وعلى كلِ من أبى
إلأ وان يعشقَ ويحبَ ويقدسَ
ثرى فلسطين
قال: جئتكم ببشرى من أرضِ الرملة
من ارضٍ فلسطين
من أرضِ
موسى وعيسى وسيدنا إبراهيم
صلواتُ الله ورضوانُه عليهم
جئتكم ببشرى
من أرضِ الجبارين
تبشّرُ خيراً
فأبشِروا
فالغدُ قادمٌ بإذنه تعالى
ولو بعدَ حين
بالأمس, قبل أسبوع
أشرقتِ الشمسُ
في شتاءِ فينّا
واذابت صقيعاً بدفءٍ وحنين
بالأمس
إلتقينا, تعارفنا, تصافحنا
تحدثنا, ضحكنا
واغرورقت عيوننا بالدموعِ
عدنا لطفولةٍ بريئةٍ في عِقدنا الأربَعين
وما كانَ قبل ذلكَ
موتزارد وشتراوس يوماً
بسحرِ انامِلهما
ليرسما إبتسامةً على وجهٍ حزين
أحبُ فينا وأعشقُ فلسطين
يوم, إثنين, ثلاثة
ستةُ أيامِ مضت
بهيجةً في لمح البصر
وفي الصباح
في ذلك الصباح
في الثامن من آذار
عندما غادرَ الأحبةُ
تلبدت السماءُ فجأةً
وبكت
وتساقطَ الثلجُ والمطر
وعدتُ للدانوبِ أرنو
ابكي فيلفحُني الصقيعُ
والضَجر
أَحبسُ أنفاسي
أُحسُ بغربتي
وانتظرُ أسبوعاً جديداً
ولو بعدَ عشر سنين
وأنتظرُ غداً
مهما طالَ المددُ والزمانُ
حتى رُؤاها
مُحررةً عصيَةً
على كلّ جبّارٍ وشيطانٍ رجيم
أحبُّ فينّا وأعشقُ فلسطين