لليوم الثاني على التوالي تواصل التلاسن الحاد بين السفير السوري السيد بسام الصباغ, رئيس البعثة الديبلوماسية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية, رده على رئيس بعثة الدولة العبرية شاؤول خوريف الذي كان قد إتهم سوريا وإيران في إمتلاك أسلحة نووية, خلال الكلمة التي القاها في المؤتمر السنوي العام 56 للوكالة الدولية للطاقة النووية
واتهم السفير الصباغ الدول الفاعلة في المجتمع الدولي في التغاضي عن إمتلاك إسرائيل لقدرات نووية, وعدم إخضاعها لأي رقابة دولية مشيرا إلى ان ذلك يكشف بشكل فاضح حجم المعايير المزدوجه التي تتبعها تلك الدول, الأمر الذي لا يقوض تحقيق عالمية المعاهدة في منطقة الشرق الأوسط فحسب, بل يهدد الأمن والأستقرار فيها وينذر بإشعال فتيل سباق التسلح النووي
وأضاف قائلا: بان الأخطر من ذلك هو ان إسرائيل لا تكتفي بميزة الحماية الخاصة وعدم المسائلة التي تتمتع بها, بل تزيد على ذلك في تماديها المتواصل في إطلاق تهديدات ضد دولة أخرى بتدمير منشآت قائمة على أراضيها, إنطلاقا من توصيفها الخاص وتقديرها المطلق
ورد خوريف على السفير الصباغ قائلا: بان سوريا وحليفتها إيران معروفتان بسعيهما السري لامتلاك أسلحة نووية وأسلحة دمار شامل
وأضاف المبعوث الإحتلالي الإسرائيلي قائلا: أن مبدأ إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بالتأكيد أقل إمكانية في تحقيقه في الشرق الأوسط المضطرب والمعادي وسيحتاج إلى تحول كبير في المنطقة
واستطرد قائلا: بان الموقف في سوريا يذكر بالحاجة إلى تأمين المواد النووية، وأضاف: أن ماكن الوقود النووي الذي كان مخصصًا لمفاعل دير الزور الذي دمرته إسرائيل ما زالت لغزًا
وأعرب الصباغ عن أن دولته سوريا تسعى للتشاور مع نائب وزير الخارجية الفنلندي السيد (ياكو لايافا) والتعامل بإيجابية معه, ومحاورته بما يسهم في إنجاح المهمة الموكلة إليه
ورحب الصباغ بمشروع القرار المقدم من روسيا الإتحادية بشأن تطبيق ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الشرق الأوسط,
كما رحب بجهود مدير عام الوكالة إزاء إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط
وواصل الصباغ مواجهته للدولة العبرية قائلا: إن نجاح هذا المؤتمر الذي يهدف إلى وضع ألية جادة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية يعتمد على جدية تلك الدول الحائزة على الأسلحة النووية, وعلى الإرادة الحقيقية لإسرائيل, نظرا لأن تعنت الحكومة الإسرائيلية المتعاقبة وعدم إستجابتها للمبادرات السابقة قد قوض من إمكانية نجاح مثل تلك المبادرات با وأفشلها
وفي ختام كلمته, أكد الصباغ على أن دولته سوريا ملتزمة بتنفيذ جميع أحكان معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ونظام الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية, وكذلك النظام الأساسي لها, كما نتطلع إلى التعاون مع الوكالة وذلك بما ينسجم مع إلتزاماتنا الدولية بموجب إتفاقية الضمانات الشاملة, كما أكد على أن بلاده مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية