الجالية المصرية على الخارطة النمساوية في رسالة موجهة إلى وزارة القوى العاملة والهجرة

فيما أدناه تحليل لما يجري وسط الجالية المصرية على الساحة النمساوية نطرحه على وزير القوى العاملة في جمهورية مصر العربية. نحرص خلاله على عدم التشهير في طرح أسماء الجمعيات المصرية المعنية بالأمر. ونأمل من سيادة الوزير أن يأخذ ما جاء في هذا التقرير بعين الإعتبار

منذ ما قبل وما بعد ثورة يناير 2011, وثورة 30 يونيو 2013, والإنقسام يتجذر بين أبناء الجالية المصرية ومؤسساتها العاملة على الساحة في النمسا. وازدادت الأمور تعقيدا وصل إلى حد الصراع والتفكير في اللجوء إلى القضاء المصري في أعقاب إنعقاد المؤتمر العام السابع للمصريين في الخارج وما خرج به من قرارات إعتبرتها المؤسسات المصرية إجحافا بحقها في الجمهورية النمساوية بشكل خاص, وأوروبا بشكل عام

ففي وقت تمثل فيه كل جمعية, ومؤسسة مصرية نفسها وأعضاءها في النمسا, فقد باركت وزارتكم الموقرة تعيين من لا ترغب الجالية المصرية ومؤسساتها بهم ليكونوا ممثلين لها ومتحدثين بإسمها, معتمدين في ذلك على نظام “اللفلفة”, وذلك دون العودة إلى هذه المؤسسات وأعضائها

وترى المؤسسات والجمعيات المصرية الفاعلة في النمسا أنه لا يحق لأي كان مهما علا شأنه وموقعه في وزارات الدولة ومناصبها الحكومية وخاصة في وزارة القوى العاملة والهجرة, إستخدام صلاحياته في تنصيب أو فرض أي مصري يدير مؤسسة أو جمعية أو إتحادا كوصي على مجموعهم, أو ناطق بإسمهم ما لم يتم مناقشة ذلك الأمر مع المجموع العام, وإختيار الشخص المناسب من قبل جميع الأطراف والمؤسسات الفاعلة وفقا للأصول المعمول بها في قوانين الدولة التي تعمل فيها تلك المؤسسات

وفي هذا الخصوص فقد نشرت تقارير صحفية موجهة في مجموعها إلى وزارة القوى العاملة والمغتربين في جمهورية مصر العربية, وتحدثت بعض هذه التقارير بإسهاب ووضوح وشفافية حول مجريات الأمور في النمسا دون قيود أو مزايدة

ووفقا للمضطلعين على أوضاع الجالية المصرية ومؤسساتها في النمسا, فهي تنقسم وتدار على الخارطة النمساوية وفقا للآتي

هناك مصريون تربعوا لعقود فوق أكتاف أبناء الجالية, بدأ بعهد المخلوع حسني مبارك, ومن بعده المعزول مرسي. وهذه الفئة تؤيد ثورة 30 يونيو, وتعلن الولاء والدعم للحكومة المصرية والجيش والنظام الحالي أيا كان لونه وشكله. وقد أدارت هذه الفئة بالأمس جمعيات, وأعلنت اليوم عن إنشاء أخرى بعد خروجها من الأولى بطريقة ديمقراطية

 وتصنف هذه الفئة تحت بند الفئة المصابة بمرض “الأنا”  أي حب النفس والظهور, والرغبة المستميتة في العودة من جديد للواجهة, والوصول لأصحاب صنع القرار في الحكومة, في حين تلفظ فيه الجالية المصرية بكل ألوانها وأطيافها السياسية هذه الفئة المنبوذة والمتنفذة إلى أبعد الحدود

هناك مصريون مؤيدون للجيش والجنرال العسكري عبد الفتاح السيسي, وهذه الفئة تدير مؤسسة أو جمعية أو جمعيات يمكن تعداد أفراد هيئاتها العامة على أصابع اليدين, ولكنها جمعيات إنبثقت من هول الظلم وبشاعة الفساد المستشري في جمعيات مصرية أخرى قائمة على الساحة النمساوية. ولا تترد هذه المؤسسات في إصدار بيانات ونشرات تهدف للتوعية العامة وفضح رموز الفساد في العمل الإجتماعي, ممن يتربصون من وجهة نظرهم في الوطن والمواطن, ويسعون من خلال علاقاتهم الخاصة إلى تبوأ مراكز حساسة في الدولة. كما تحاول هذه الفئة لفت نظر الجهات العليا في الدولة في جمهورية مصر العربية إلى ما يجري من أمور وفساد في النمسا, ولكن دون جدوى, ولا حياة لمن ينادي؟؟؟

هناك مصريون مؤيدون لثورة 30 يونيو, والدولة المدنية التي يرون فيها الخلاص الوحيد لبلادهم الأم مصر. وهذه الفئة تدير جمعية أو مؤسسة على الأقل, وهي ترفض بقوة نظام الوصاية والتعيين والفرض على الجالية المصرية في النمسا والجاليات في المهجر. وهي تعلن ليلا ونهارا رفضها تعيين ناطق بإسم الجالية المصرية في النمسا وأوروبا دون العودة إلى مجموع المؤسسات والتشاور والتنسيق معهم من أجل اختيار ممثليهم وفقا للنظام الديمقراطي المعمول به في البلاد حيث يقيمون

هناك مصريون مؤيدون لثورة 30 يونيو, والدولة المدنية, وهذه الفئة تدير جمعية أو مؤسسة على الأقل, وهي ترفض بشدة عودة رموز النظام المصري في عهد حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك للحكم مرة ثانية, وتشير بالبنان والقول والعمل للمعنيين في الأمر على الساحة النمساوية, وخاصة ممن تبوأوا قبل ذلك مناصبا سابقة واستخدموا نفوذهم في فرض أنفسهم على الجالية, وعادوا اليوم مرة ثانية  لفرض أنفسهم معتمدين في ذلك على علاقاتهم برموز ببعض رموز النظام المخلوع, وبعض المتنفذين في جهاز المخابرات العامة, من أجل تحقيق مآربهم رغم  تجاوزهم الستينات من العمر

هناك مصريون مؤيدون لثورة 30 يونيو, ومدنية الدولة ويقفون على الحياد في العمل مع مختلف المؤسسات المصرية الفاعلة على الساحة النمساوية باستثناء الإسلامية منها. وهذه الفئة تدير عددا من المؤسسات أو الجمعيات, وهي تنظم وتدار وتعمل بشكل مدروس ومخطط له من خلال التنسيق مع أثرياء مصريين ومؤسسات دينية عليا وأخرى دولية, وتمولها عدد من الدول الغربية إلى جانب كبار رجال الإقتصاد المصريين ممن أنفقوا الملايين من ثروتهم على ثورة 30 يناير من أجل تحقيق أهدافها. وتبوأ موالون لهم مناصبا ريادية في لجنة الخمسين والدستور والوزارات الحكومية القائمة اليوم

 هناك مصريون متلونون بالوان قوس قزح, مؤيدون لثورة 30 يونيو, ومدنية الدولة, متنفذون ومنتفعون, يديرون جمعية او  مؤسسة أو جمعيات. وهذه الفئة أعلنت ولائها لنظام المخلوع مبارك ومن بعده المعزول مرسي, واليوم الجيش والسيسي, وتسعى هذه الفئة بقوة في الوصول إلى مراكز حساسة في الدولة معتمدة في ذلك على علاقاتها برجال الحكومة الحالية, إلى جانب تنسيقها فعاليات وطنية ومؤتمرات داعمة للنظام المصري الحالي, بغية تحقيق أهدافها والوصول إلى ما تصبو إليه على حساب مؤسسات مصرية فاعلة, وجمعيات أخرى عملت على مدى سنوات من أجل مصر, ولكنها كانت الأقل حظا في إيصال صوتها إلى رجال الدولة والسلطة والنظام لعدم إمتلاكها الواسطة المعمول بها في البلاد

هناك مصريون موالون لنظام الرئيس المعزول محمد مرسي. وتدير هذه الفئة التي تمثل شريحة عريضة, أيضا لا يستهان بها على الساحة النمساوية, عددا من المؤسسات التي تغلب عليها الصبغة الدينية. وتعمل هذه المؤسسات فيما بينها بعيدا عن التنسيق مع الطرف الآخر من الجالية المصرية. وهي تؤمن بنظرية المؤامرة والإنقلاب العسكري المسماة ب (ثورة 30 يونيو) وكذلك بعودة المعزول مرسي للحكم. وتعقد هذه الفئة فعالياتها الحصرية على أطيافها المتعددة بعيدا عن وسائل الإعلام

 هناك مصريون موالون لوطنهم وأمتهم غير مأطرين في الجمعيات والمؤسسات والفئات التي سبق تبيانها أعلاه. وهذه الفئة تمثل الغالبية من أبناء الجالية المصرية, وهي تنتمي لوطنها مصر بصدق وإخلاص وقلب طاهر, وتنأى بنفسها عن الصراع السياسي والدخول في متاهاته, فيما تحاول الفئات المشار إليها إستقطابهم في المناسبات الخاصة والعامة من أجل الإدلاء بأصواتهم لصالح أشخاص لا يعرفون عنهم شيئا أكثر مما يقال لهم عنهم

هناك فئة الخريجين والأكاديميين والمثقفين والشباب المصريين الغير مأطرة في النمسا, ممن إستقرت بهم الأحوال في الأقامة بعد التخرج أو من خلال الدراسة أو الزواج أو العمل … للإقامة في النمسا. وهذه الشريحة تمثل (على الأقل) جزءا لا بأس به من أبناء الجالية الجالية المصرية في النمسا

 وتركز هذه الفئة على مسيرتها العلمية والأكاديمية التي ترى فيها رافدا وطنيا وحيدا وأساسيا في دعم تطور مصر. وقلما تحدثت هذه الفئة أمام العامة في السياسة خلال المناسبات, وهي بهذا يمكن وصفها بالفئة الأكثر جدارة في تبوأ المراكز خلافا لمجموع الفئات التي ذكرت أعلاه, هذا فيما لو نظر المعنييون بالأمر في وزارة القوى العاملة والهجرة بمزيد من الأهتمام إلى هذه الفئة كوجه حضاري مشرق لمستقبل مصري جديد

Austrian Flag
Bild aus dem Parlament
000_5151A
000_2207A

Advertising? Werbung? Click on the picture below. Klicken Sie auf das Bild unten. kawther [dot] salam [at] gmail [dot] com

000_8696b_edited-1

Advertising? Werbung? Click on the picture below. Klicken Sie auf das Bild unten. kawther [dot] salam [at] gmail [dot] com

Related Books


Support this site by buying these books at Amazon. Thank you!

000_4195A
000_4229A
000_1418A
Der Stephansplatz

Der Stephansplatz

Johann Strauß

Johann Strauß

000_8728

Volksgarten

Nikon (57)

Kurpark Oberlaa

000_2638A

Verbrechen in Israel

Add to Netvibes Creative Commons License