تقارير

سباق استخباري محموم لاختطاف العلماء العراقيين

اسرائيل خطفت عشرات العلماء والخبراء واحتجزتهم في معسكر سري


القوات والمخابرات الأمريكية نقلت الى الولايات المتحدة 70 عالما عراقيا

تشهد الساحة العراقية تسابقا وتنافسا استخباريا دوليا تشارك فيه مختلف الأذرع الاستخبارية الرئيسة في العالم، ويتركز هذا التنافس على تجنيد أكبر عدد ممكن من العملاء في المؤسسات العراقية المختلفة خدمة لمصالح هذا البلد أو ذاك، غير أن مسألة التجنيد ليست الوحيدة التي تشغل أجهزة الاستخبارات العالمية العاملة في العراق بحرية كبيرة منذ سقوط النظام العراقي السابق.
والمسألة الابرز هي تنافس الأجهزة الاستخبارية ومن بينها جهاز الموساد الاسرائيلي على ملاحقة العلماء العراقيين والخبراء في مجال التسلح والبرامج التسليحية والذين ترأسوا الفرق العلمية ابان حكم الرئيس صدام حسين، وملاحقة العلماء ليس بهدف قتلهم، وانما اختطافهم ونقلهم الى أماكن خاصة سرية، فجهاز الموساد الاسرائيلي على سبيل المثال يقوم بملاحقة العلماء العراقيين ونقلهم مع أبحاثهم الى اسرائيل بطرق خاصة ويتم التعامل معهم في أماكن ومعسكرات سرية داخل اسرائيل بشكل يضمن تعاونهم وتنفيذهم للأوامر، ونفس الشيء تقوم به وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي تقوم باختطاف العلماء الى أماكن حاصة داخل الولايات المتحدة.
وتعترف بعض المصادر بأن الولايات المتحدة نقلت اليها حتى الآن أكثر من سبعين عالما عراقيا ودفعت بهم الى معسكرات خارج منطقة الشرق الأوسط، في عمليات احتجاز تضمن عدم قيامهم بتسريب معلومات ومعرفة عسكرية علمية الى جهات تصفها الدوائر الأمريكية بالمعادية تشكل خطرا على المصالح الأمريكية.

دور العقيد الليبي

وتؤكد المصادر أن هؤلاء العلماء العراقيين موجودون في نفس المكان الذي نقلت اليه مجموعة من العلماء من مختلف الجنسيات كانوا يعملون على برامج لتطوير الأسلحة الليبية في طرابلس الغرب على أيدي رجال المخابرات الأمريكية باتفاق مع نظام العقيد معمر القذافي الذي قام بتسليمهم الى الأجهزة الأمريكية مع ملفاتهم الخاصة ودور كل عالم منهم.
بعض العلماء العراقيين الذين لوحقوا في العراق قتلوا أثناء مطاردتهم ومحاولتهم الفرار من رجال الاستخبارات الأمريكية والاسرائيلية، وهناك شبكة عراقية جندها جهاز الموساد الاسرائيلي يقوم أفرادها بتعقب وملاحقة العلماء العراقيين، وبالفعل تمكن هذا الجهاز من نقل عدد من هؤلاء العلماء الى داخل اسرائيل.

الأسلوب نفسه مع العلماء الروس

ويمكن الاشارة هنا الى أن اسرائيل استخدمت في اختطاف العلماء العراقيين نفس الأسلوب الذي استخدمته في اختطاف عشرات العلماء الروس بعد سقوط الاتحاد السوفياتي حيث تم نقلهم آنذاك في سرية تامة الى قاعدة في أواسط اسرائيل، ولا تستبعد المصادر أن تكون تلك القاعدة أو ما تسميه المصادر الاستخبارية الاسرائيلية (بالمدينة أو المنتجع الترفيهي الخاص) هو نفسه المكان الذي يتردد عليه كبار ضباط الجيش.
ونقلت المصادر عن مسؤول استخباري غربي رفيع المستوى تأكيده بأن عشرات العلماء تم اصطيادهم ونقلهم الى أماكن خاصة على أيدي جهازي الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية، الا أن الجهازين لا يقومان بعمل مشترك في هذا المجال، وانما بشكل منفرد في اطار التنافس الاستخباري، وكشفت المصادر عن عمليات ابتزاز يتعرض لها العلماء العراقيون من أجل اجبارهم على التعاون عبر تهديد عائلاتهم، ومن ثم العرض عليهم نقلهم الى أماكن آمنة.